Friday, May 27, 2005

مصر كلها سترتدي السواد الأربعاء 1 يونيو 2005

دعوة من
رابطة الأمهات المصريات
مصر كلها سترتدي السواد الأربعاء 1 يونيو 2005
أيها المواطنون الشرفاء أبناء مصر

يوم 25 مايو -يوم الاستفتاء - تعرضت النساء والفتيات المشاركات في مظاهرات سلمية تطالب بالديمقراطية في القاهرة أمام نقابة الصحفيين في القاهرة للتحرش والانتهاك الجنسي في الشارع وعلى الملأ على يد بسطاء مأجورين من بلطجية الحزب الوطني وتحت إشراف من لواءات وزارة الداخلية. وقد قررنا نحن الأمهات المصريات اللاتي يحلمن بمستقبل أفضل للوطن وحياة أفضل لأولادنا أن ندعو الشعب المصري كله يوم الأربعاء القادم ا يونيو إلى الخروج من منازلهم كالمعتاد لكن وهم يلبسون السواد، في طريقهم مثل كل يوم إلى مصالحهم وأماكن عملهم أو قضاء حوائجهم اليومية، كل مواطن يستنكر ما حدث ولا يقبله مسئول أمام الله حتى لو لم يكن ناشط سياسي أو لا يهتم بالعمل العام، ندعوه فقط للخروج في هذا اليوم من بيته ليوم عادي لكن مرتدياً اللون الأسود.. وأن يخبر من حوله ويدعوهم ويشرح لهم أهمية هذا الاحتجاج العام الرمزي، وأما النشطاء فندعوهم في كل محافظة من محافظات مصر إلى تنسيق التجمع السلمي الصامت أمام نقاباتهم أو في حرم جامعاتهم أو في الأماكن العامة التي يتفقون عليها- صامتين في وجوم تام في ملابسهم السوداء.
الأمهات المصريات ليست حركة سياسية، إنها صوت الأغلبية الصامتة من النساء ربات البيوت والعاملات، لكنهن يدركن اليوم أن الداخلية قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن الصمت اليوم جريمة ولا بد من وقفة صفاً واحداً وشعباً واحداً للدفاع عن المرأة والبنت المصرية.
مطلبنا واضح وهو مطلب واحد: استقالة وزير الداخلية.
مصر كلها سترتدي السواد في صمت وهدوء يوم 1 يونيو من أقصى بحري لأقصى الصعيد، رجالها ونساءها شبابها وكهولها، في شوارعها حزن وفي قلبها جرح، والمطلب الشعبي هو ببساطة استقالة وزير الداخلية، لقد وقفنا نشاهد ما يجري فترة طويلة لكننا قررنا أن نخرج الأربعاء القادم، لأول مرة، وبقوة، دفاعاً عن أعراض المواطنات المصريات من بنات وسيدات في أقسام الشرطة وفي الشارع وفي المظاهرات.
يوم 1 يونيو مصر كلها ستتشح بالسواد من أجل بناتنا اللاتي تم الاعتداء عليهن وتقطيع ملابسهن في الشارع لأنهن جرؤن على أن يقلن كفاية بدلاً من الصمت، سنخرج هذه المرة -ونحن لسنا من حركة كفاية- لنقول للداخلية التي كان دورها حمايتنا: اللعبة انتهت.
يوم حداد شعبي صامت ومطلب وحيد: استقالة وزير الداخلية.
إما أن نعود بعدها لبيوتنا وحياتنا اليومية في هدوء المصريات ونضالهن المعتاد من أجل لقمة العيش والأسرة والأولاد كما سارت الحياة منذ فجر هذه الحضارة وطوال تاريخ هذا الوطن المسالم الذي ينشد أهله الأمن، أو نفكر في خطوة تالية إذا لم يتحقق مطلبنا هذا.
إننا نؤكد أننا لسنا من حركة كفاية ولا ننتمي لأية قوة سياسية شرعية أو محجوبة، لكن حين تدفع المرأة المصرية ثمن مشاركتها السياسية حرمة جسدها وعرضها فإن كل أم مصرية بل مصر كلها ستخرج وهي ترتدي ملابس الحداد لتقول لوزير الداخلية:
نريد استقالتك..اليوم..الآن.
موعدنا جميعاً الأربعاء 1 يونيو.. يوم عادي.. لون ملابسنا أسود..في هدوء..وصمت مر..من أجل مستقبل حر
..

مين هو المصري؟

الإنتماء للوطن شيء كبير جدا و لا ينطبق بالضرورة على كل من يجمعهم مكان محدد حتى و لو كان دولة معينة يحملون جنسيتها. الوطن له معنى كبير جدا ينطوي ليس فقط على مكان و لكن على مكان و مباديء و قيم و أسس يتفق أهلها على الارتباط بها. و بالتالي مش كل الي عايش في مصر ممكن يتقال عليه مصري. ألي يدرك معنى الوطن الحقيقي هو ألي يكون مرتبط بالقيم و المعايير و المكان و الأسس ألي تمثل الوطن ده.

البلد ألي يكون ألي مسيطرين عليها من غير الفاهمين أو مرتبطين أو مدركين لمعنى كلمة وطن يكون بلد تحت الاحتلال ..... أيوة تحن الاحتلال.... الإحتلال مش شرط يكون من الغريب أو الأجنبي و الاحتلال مش شرط يكون من برة. الاحتلال معناه لما مجموعة من غير المنتمين لمباديء و معنى و مفهوم و احساس الوطن تسيطر عليه و على المنتمين الحقيقيين للوطن ده.... حتى لو كان ألي مسيطريين دول من ألي عايشين في البلد. مصر وقعت في أيديهم من زمان و أحداث القاهرة يوم 25 مايو كانت مجرد معركة من معارك الاسترداد.

حاسس إني محتل و عرفت قوي إزاي إن إحساسي قُريب جدا من احساس العراقيين لما شفتهم في حفلة المغني العراقي إلهام مدفعي هنا في لندن.... شفت إزاي كانوا بيغنوا و يرقصوا في حماسة شديدة و علم العراق مرفوع وراهم و كل البريطانيين الحاضرين منبهرين بالحماسة ألي جوة المسرح... و في الآخر غنوا النشيد الوطني العراقي كلهم معا بعض و غنيت معاهم و كنت فرحان جدا بس ما كونتش مدرك كلية لاحساسهم.... كنت حاسس إتهم بيقولوا "احنا لسة هنا..." "احنا موجودين..." .... "لسة ماموتناش...."..... دلوقتي حاسيت أكتر بمعنى الكلمة دي و دلوقتي حاسس اني عايز أقولها..... "احنا لسة هنا..." "احنا لسة هنا...." و هنرجع في يوم من الأيام و نستردها..... لازم الحق يرجع لأصحابه......

كان نفسي قوي أكون معاكو و أنتو بتدافعوا عنها... كان نفسي قوي أدافع معاكو.... لكن الوقت لسة مجاش.... لكن لما ييجي مش هتأخر سانية واحدة.... قولوا لهم إن في مصريين برة كتير حاسيين بيهم و بمصر و كانوا يتمنوا يكونوا معاهم و نفسهم يساعدوهم..... قولوا لهم البلد لسة بلدنا..... البلد دي بتاعت ألي فهمها و بس.... مش بتاعت ألي خدها بالدراع و البلطجة.... قولوا لهم أنتو مش لوحدكم..... قولوا لهم كلنا محتلين..... قولوا لهم..... رفعتوا راسنا......

Sunday, May 01, 2005

تناسينا

تغيرت الحياة و تناسيناهم..... عندما ذهبوا للحرب كانوا يحلمون بغد أفضل و مصر أقوى .... ذهبوا دون مقابل و حاربوا من أجلنا ..... نعم ..... من اجلنا نحن..... أنا و أنت ....... لم يرونا و لم يراهم الكثير منا ...... و مع ذلك.... كنا كل ما يفكرون فيه..... بل كل ما يحلمون به...... و عندما رجع من تبقى منهم وجدوا بلدا غير البلد..... و قيم غير القيم التي حاربوا من أجلها...... و وجدوا نصرا جنوه بحبات قلوبهم و استحقوه بدمائهم قد استُخدم أسؤ استخدام على يد الذين استكانوا و لم يحاربوا..... بل تفرجوا و هللوا .... ثم على المواثيق و الاتفاقات وقعوا.... و إلى أحضان الشيطان هرولوا...... و منهم من كان أدهى و أحنك ..... فانصرفوا عن التهليل والتصفيق إلى جني أرباح الحرب..... و بالتأكيد على حساب أصحاب الحرب.....

لم نرهم و منا من لم يسمع عنهم أو يرث كرامتهم و شرفهم..... و النتيجة.... ألله أعلم....

اقرءوا معي السطور القادمة التي كتبها "صنع الله إبراهيم" في "شرف" عن هؤلاء الذين تناسيناهم أو بالأحرى لم نسمع عنهم......

"أصحاب القبور في صوت واحد:

هذا هو ما جاء بنا...
نحن أربعين ألف قتيل؛
سقطنا في حروب 48؛ 56؛ 67؛ 73.
تاركين آباء و أمهات و زوجات و أطفال؛
و خططا طموحة للمستقبل.

واحد منهم:

أنا الجندي إبراهيم زيدان؛
أُصِبت في بطني؛
و خرجت أحشائي أمام عيني.
لكني تحاملت على نفسي؛
و ظللت أقاتل حتى استشهدت.

واحد آخر:

أنا النقيب إبراهيم الدسوقي.
في يوم 22 أكتوبر ظهرت لنا ثلاث دبابات في طريق سرابيوم؛
و خلفها سبعون دبابة أخرى.
كان لابد من تدمير الدبابات الثلاث لمنع تقدم السبعين.
و كنا شعلة من الحماس.
فقمت بتلغيم جسدي؛
و هجمت على دبابة المقدمة.
احتضنتها بجسدي؛
و انفجرنا نحن الاثنين.

ثالث:

اسمي لا قيمة له؛
فلم يُعن أحد بإحصاء عددنا؛
أو تسجيل أسمائنا.
نحن عدة مئات من الأسرى.
في 56 و 67؛
أجبرنا الإسرائيليون على حفر قبورنا؛
ثم أوقفونا على حوافها؛
و أمطرونا بالرصاص.
أما أنتم؛
فتجاهلتمونا كلية؛
عندما عقدتم اتفاقيات السلام؛
و تبادلتم الزيارات و الأنخاب.
رغم أن الصحف الإسرائيلية لم تخف الجريمة؛
التي تتنافى مع كل المواثيق الدولية.

ينسحب العسكريون الثلاثة و يختفون خلف شواهد القبور ثم يعودون فوق مقاعد متحركة.

معوق 1:

أنا المقدم حسين الشاذلي.
كُلفت بمهمة تعطيل الدبابات الإسرائيلية عند الثغرة.
نجحت في إيقاف رتل منها؛
و منع تقدمها.
و كان أن أصابتني قذيفة من طائرة؛
إصابة مباشرة.
و نتج عن الإصابة شلل نصفي في الجانب الأيمن؛
و لم أعد قادرا على الحركة.

معوق 2:

أنا الجندي عيد طه؛
من قرية بتمة؛ قليوبية.
اشتركت في العبور يوم 6 أكتوبر.
و في يوم 7 كلفوني بزرع ألغام على بعد عشرة أمتار من
شرق القناة.
و قبل فجر يوم 8 نجحنا في تحويل المنطقة إلى قطعة من
جهنم.
و في يوم 11 أُصِبت.
و كانت النتيجة شلل نصفي في العمود الفقري.
و أصبحت و أنا في الواحدة و العشرين؛
أعيش فوق كرسي متحرك.
و كانت مكافأة الدولة لي 1800 جنيه و عشرون قرشا؛
أنفقتها على علاج أمي من الصدمة.

معوق 3:

اسمي خلف قلدس؛
من قرية شطورة بطهطا؛ سوهاج.
أُصبت عند العبور بشلل نصفي أقعدني؛
و حرمني من الزواج و الحياة الطبيعية.
و بعد علاج سبع سنوات؛
وصلت إلى جمعية "الوفاء و الأمل"؛
إحدى الجمعيات التي تعهدت برعاية 61 ألف معاق؛
هو عددنا الإجمالي.
و كنا قد سمعنا عن التبرعات التي جمعتها باسمنا و لصالحنا؛
و منها مليونين من الجنيهات تبرع بها ثري عربي؛
من أجل شراء سيارات مجهزة لنا.
و عمارة قدمها لنا مقاول طيب القلب؛
لتوزع شققها علينا.
لكن المسئولين عن الجمعية أنكروا معرفتهم بالأمر.
و عندما أثرنا الموضوع في اجتماع مع السيدة الرئيسة؛
استشاطت غضبا.
و بعد أيام طردوا أربعة منا في الفجر.
ذهبنا إلى رئاسة الجمهورية و شكونا لطوب الأرض؛
فوضعونا في مركز تأهيل تابع للجيش.
و بعد سنة و نصف قرر المركز طردنا؛
بحجة إخلاء أماكن لمصابي العراق في الحرب الإيرانية.

الجميع:

عندما أصبنا؛
لم نشعر بأي ندم.
كنا نؤمن بأننا نؤدي واجبنا.
لكننا الآن نتساءل:
من أجل أي شيء كانت تضحياتنا؟

ينسحبون ثم يعودون بعد أن استبدلوا ملابسهم بأفرولات عمالية.
يتقدمون من المنصة.

جماعة العمال:

كالعادة أخطأتم في أرقام الضحايا؛
و نسيتمونا كشأنكم في كل مرة.
نحن أيضا سقطنا في المعركة؛
رغم أننا لم نكن خلف المدافع أو فوق الدبابات.
نحن ستة آلاف عامل؛
استشهدنا أثناء بناء حائط الصواريخ؛
الذي انطلقت منه قوارب العبور.
من حقنا أبضا أن نتساءل:
من أجل أي شيء كانت تضحياتنا؟"

تناسينا.

سلام....