Sunday, May 01, 2005

تناسينا

تغيرت الحياة و تناسيناهم..... عندما ذهبوا للحرب كانوا يحلمون بغد أفضل و مصر أقوى .... ذهبوا دون مقابل و حاربوا من أجلنا ..... نعم ..... من اجلنا نحن..... أنا و أنت ....... لم يرونا و لم يراهم الكثير منا ...... و مع ذلك.... كنا كل ما يفكرون فيه..... بل كل ما يحلمون به...... و عندما رجع من تبقى منهم وجدوا بلدا غير البلد..... و قيم غير القيم التي حاربوا من أجلها...... و وجدوا نصرا جنوه بحبات قلوبهم و استحقوه بدمائهم قد استُخدم أسؤ استخدام على يد الذين استكانوا و لم يحاربوا..... بل تفرجوا و هللوا .... ثم على المواثيق و الاتفاقات وقعوا.... و إلى أحضان الشيطان هرولوا...... و منهم من كان أدهى و أحنك ..... فانصرفوا عن التهليل والتصفيق إلى جني أرباح الحرب..... و بالتأكيد على حساب أصحاب الحرب.....

لم نرهم و منا من لم يسمع عنهم أو يرث كرامتهم و شرفهم..... و النتيجة.... ألله أعلم....

اقرءوا معي السطور القادمة التي كتبها "صنع الله إبراهيم" في "شرف" عن هؤلاء الذين تناسيناهم أو بالأحرى لم نسمع عنهم......

"أصحاب القبور في صوت واحد:

هذا هو ما جاء بنا...
نحن أربعين ألف قتيل؛
سقطنا في حروب 48؛ 56؛ 67؛ 73.
تاركين آباء و أمهات و زوجات و أطفال؛
و خططا طموحة للمستقبل.

واحد منهم:

أنا الجندي إبراهيم زيدان؛
أُصِبت في بطني؛
و خرجت أحشائي أمام عيني.
لكني تحاملت على نفسي؛
و ظللت أقاتل حتى استشهدت.

واحد آخر:

أنا النقيب إبراهيم الدسوقي.
في يوم 22 أكتوبر ظهرت لنا ثلاث دبابات في طريق سرابيوم؛
و خلفها سبعون دبابة أخرى.
كان لابد من تدمير الدبابات الثلاث لمنع تقدم السبعين.
و كنا شعلة من الحماس.
فقمت بتلغيم جسدي؛
و هجمت على دبابة المقدمة.
احتضنتها بجسدي؛
و انفجرنا نحن الاثنين.

ثالث:

اسمي لا قيمة له؛
فلم يُعن أحد بإحصاء عددنا؛
أو تسجيل أسمائنا.
نحن عدة مئات من الأسرى.
في 56 و 67؛
أجبرنا الإسرائيليون على حفر قبورنا؛
ثم أوقفونا على حوافها؛
و أمطرونا بالرصاص.
أما أنتم؛
فتجاهلتمونا كلية؛
عندما عقدتم اتفاقيات السلام؛
و تبادلتم الزيارات و الأنخاب.
رغم أن الصحف الإسرائيلية لم تخف الجريمة؛
التي تتنافى مع كل المواثيق الدولية.

ينسحب العسكريون الثلاثة و يختفون خلف شواهد القبور ثم يعودون فوق مقاعد متحركة.

معوق 1:

أنا المقدم حسين الشاذلي.
كُلفت بمهمة تعطيل الدبابات الإسرائيلية عند الثغرة.
نجحت في إيقاف رتل منها؛
و منع تقدمها.
و كان أن أصابتني قذيفة من طائرة؛
إصابة مباشرة.
و نتج عن الإصابة شلل نصفي في الجانب الأيمن؛
و لم أعد قادرا على الحركة.

معوق 2:

أنا الجندي عيد طه؛
من قرية بتمة؛ قليوبية.
اشتركت في العبور يوم 6 أكتوبر.
و في يوم 7 كلفوني بزرع ألغام على بعد عشرة أمتار من
شرق القناة.
و قبل فجر يوم 8 نجحنا في تحويل المنطقة إلى قطعة من
جهنم.
و في يوم 11 أُصِبت.
و كانت النتيجة شلل نصفي في العمود الفقري.
و أصبحت و أنا في الواحدة و العشرين؛
أعيش فوق كرسي متحرك.
و كانت مكافأة الدولة لي 1800 جنيه و عشرون قرشا؛
أنفقتها على علاج أمي من الصدمة.

معوق 3:

اسمي خلف قلدس؛
من قرية شطورة بطهطا؛ سوهاج.
أُصبت عند العبور بشلل نصفي أقعدني؛
و حرمني من الزواج و الحياة الطبيعية.
و بعد علاج سبع سنوات؛
وصلت إلى جمعية "الوفاء و الأمل"؛
إحدى الجمعيات التي تعهدت برعاية 61 ألف معاق؛
هو عددنا الإجمالي.
و كنا قد سمعنا عن التبرعات التي جمعتها باسمنا و لصالحنا؛
و منها مليونين من الجنيهات تبرع بها ثري عربي؛
من أجل شراء سيارات مجهزة لنا.
و عمارة قدمها لنا مقاول طيب القلب؛
لتوزع شققها علينا.
لكن المسئولين عن الجمعية أنكروا معرفتهم بالأمر.
و عندما أثرنا الموضوع في اجتماع مع السيدة الرئيسة؛
استشاطت غضبا.
و بعد أيام طردوا أربعة منا في الفجر.
ذهبنا إلى رئاسة الجمهورية و شكونا لطوب الأرض؛
فوضعونا في مركز تأهيل تابع للجيش.
و بعد سنة و نصف قرر المركز طردنا؛
بحجة إخلاء أماكن لمصابي العراق في الحرب الإيرانية.

الجميع:

عندما أصبنا؛
لم نشعر بأي ندم.
كنا نؤمن بأننا نؤدي واجبنا.
لكننا الآن نتساءل:
من أجل أي شيء كانت تضحياتنا؟

ينسحبون ثم يعودون بعد أن استبدلوا ملابسهم بأفرولات عمالية.
يتقدمون من المنصة.

جماعة العمال:

كالعادة أخطأتم في أرقام الضحايا؛
و نسيتمونا كشأنكم في كل مرة.
نحن أيضا سقطنا في المعركة؛
رغم أننا لم نكن خلف المدافع أو فوق الدبابات.
نحن ستة آلاف عامل؛
استشهدنا أثناء بناء حائط الصواريخ؛
الذي انطلقت منه قوارب العبور.
من حقنا أبضا أن نتساءل:
من أجل أي شيء كانت تضحياتنا؟"

تناسينا.

سلام....

2 Comments:

At 6:57 PM , Anonymous Anonymous said...

مصر تعيش ما يشبه ايام السادات الاخيرة


الشروط التعجيزية التي اقرها مجلس الشوري يوم امس الاول، ويجب توفرها في اي مرشح يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة، تؤكد ان نظام الرئيس حسني مبارك لا يريد ان يقرأ ما يجري في شوارع مصر من مظاهرات، وما يكتب في صحافتها من مقالات ضد نظام حكمه وفساده قراءة صحيحة متأنية يستخلص منها الدروس التي تساعده في اجراء الاصلاحات وابعاد شبح الانفجار الدموي.
التعديل يطالب المرشح، اي مرشح، بان يحصل علي موافقة اكثر من ثلاثمئة عضو من الاعضاء المنتخبين في مجلس الشعب والشوري ومجالس المحافظات.
الشخص الوحيد الذي يمكن ان يلبي هذا الشرط هو الرئيس حسني مبارك، او ابنه جمال مبارك، لان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يسيطر علي هذه المجالس بالكامل.
وحتي لو ضمن اشخاص اخرون هذا العدد من المؤيدين لترشيحهم في المجالس المذكورة، غير الرئيس ونجله، فان هؤلاء سيكونون من قيادات الحزب الحاكم، اي ان هذا الحزب هو الذي سيقرر الرئيس القادم، ومن يجرؤ علي المنافسة في هذه الحالة من داخله للرئيس مبارك، وحتي ان جرؤ احد ونزل الي الحلبة، فسيكون ذلك باتفاق مسبق، وفي اطار مسرحية مكشوفة لن تقنع احدا.
هذه التعديلات الشكلية، تعيد تقديم الاستفتاء علي التمديد للرئيس المتبع في السابق بطريقة جديدة، اي تغيير في الشكل وابقاء علي المضمون، بحيث تأتي النتائج واحدة، اي فوز الرئيس مبارك بولاية خامسة.
الشعب المصري الذي يمثل حضارة تمتد لاكثر من سبعة الاف عام لا يمكن ان تنطلي عليه هذه الحيل والالاعيب، كما ان سياسة العصا الغليظة التي تمارسها السلطات حاليا لمنع المظاهرات لن تزيد الموقف الا تصعيدا.
فمن الواضح ان جماعة الاخوان المسلمين قررت الخروج عن سياسة ضبط النفس التي اتبعتها طوال السنوات الماضية، وقررت النزول الي حلبة المواجهة مع النظام. فبعد ان فاجأت حركة الاخوان المعارضة بمساندتها للنظام في موقفه السابق في عدم تعديل الدستور لفتح المجال امام انتخابات رئاسية تعددية، والتلميح الي القبول بالتوريث، انقلبت اكثر من مئة وثمانين درجة في الاسبوعين الاخيرين ونظمت مظاهرات في اكثر من عشر مدن مصرية ضد النظام وطلبا للاصلاحات.
الدكتور محمد مهدي عاكف زعيم الحركة خرج عن كل الخطوط الحمر يوم امس عندما اعتبر نظام الرئيس مبارك فاشلا وهدد بالعصيان المدني لمواجهته واسقاطه، بينما نزلت الآلاف من نساء الحزب في مظاهرات في الشوارع للمطالبة بالافراج عن المعتقلين.
مصر تعيش حاليا مرحلة شبيهة بتلك التي سبقت اغتيال الرئيس محمد انور السادات، فالسخط الشعبي بلغ درجات غير مسبوقة، والنظام لا يريد ان يسمع او يتعلم، ويعتقد انه بالاعتقالات يمكن ان يسيطر علي الموقف.
النظام المصري بات بلا اصدقاء في الشارع، وربما الاستثناء الوحيد هو الممثل الكوميدي عادل امام الذي ادان امس المظاهرات وقال انها تضر بمصر. ان مساندته للنظام هي اكبر مسرحية كوميدية، الامر الذي يعكس مدي مأزق النظام وممثليه.
9

 
At 6:08 AM , Anonymous Anonymous said...

بسم اللة الرحمن الرحيم
اشكركم على الموقع الجميل الهادف
انا ضابط بالقوات المسلحة المصرية
والدى مقدم شهيد بحرب 73 توفى و اخر كلمة لة و هو يموت "قولو لولادى يسامحونى عشان نسيتهم و افتكرت مصر"
هذة الجملة و كلام والدتى و الجميع عن ابى هوا الذى دفعنى للالتحاق بالقوات المسلحة ...و التى اتمنى الخروج منها و اعد الايام...فليست هذة القوات المسلحة التى كنت اتخيلها..ولا التى حارب بها ابى...و يمكن ان اقول ليست قوات مسلحة اصلا...
القوات المسلحة هى الهيئة المسلحة المسئولة عن حماية الدولة عسكريا ضد اى عدوان مما يتتطلب الحفاظ الدائم على الكفائة القتالية و الروح المعنوية للقوات....اما ما نعيش فية الان فهو يشبة الزار...محدش بيدور لا على كفائة قتالية و لا على تسليح و لا على روح معنوية..العام التديبى بتاعنا بنقضى منة 80% نطبل و نزمر و نعد للاحتفالات الى بيحضرها السيد الوزير و السيد الرئيس "هذة حقيقة واقعة خالية من المبالغة و على جميع الوحدات" اما تدريبات على العمليات و المعدات "انسى" .
وضعولنا شوية قادة منقينهم على الفرازة...مالهومش طعم و لا ريحة و لا رأى...شغلتهم التسقيف لسيادة الوزير و لم الجنيهات الدهب "كل وحدات تحت رئاسة اى قائد مسئولة تجيب لسيادتة جنيهات دهب ف عيد ميلادة و جوازة و جواز و لادة و يوم السلاح و عيد التحرير و ايام التفتيش و و و ..و اللى ميجبش يبقى جنى على نفسة..و كذلك القادة بينهم و بين بعض...و كلة كم الخزنة يا باشا" و متسئلش عن تسليح و لا تدريب لحسن تروح ف داهية .
اقول اية
حسبي اللة و نعم الوكيل

 

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home